"ريبيكا".. مراهقة إفريقية مصابة بالإيدز تكافح لتعليم "أقرانها"
"ريبيكا".. مراهقة إفريقية مصابة بالإيدز تكافح لتعليم "أقرانها"
أصبحت "ريبيكا"، البالغة من العمر 20 عامًا، حاملًا وهي لا تزال مراهقة، ثم فاتها التعليم، وهي الآن مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".
تعمل "ريبيكا" الآن كمعلمة للأقران في مركز صحي في أوغندا، تكشف عن حالتها بفيروس نقص المناعة البشرية لتشجيع المراهقين والشباب الآخرين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية على تلقي الرعاية.
"ريبيكا" فخورة بعملها مع المراهقات الحوامل والأمهات المراهقات، تقول: "أرى كيف يعانون"، ولتمكين أقرانها، تشارك معرفتها حول الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، وتربطهم بالخدمات المتاحة، بما في ذلك تنظيم الأسرة، وخدمات العنف الجنسي والجنساني، واختبار فيروس نقص المناعة البشرية.
"ريبيكا" مصممة على تحسين حياتها أيضًا، تقول "أريد أن أعود إلى المدرسة، حلمي أن أكون قابلة".
يتردد صدى قصة "ريبيكا" في حياة العديد من الفتيات والنساء في جميع أنحاء شرق وجنوب إفريقيا، اللواتي تحطمت أحلامهن لأنهن لم يُمنحن الفرصة للمطالبة بحقوقهن واختيار طريقهن في الحياة.
دفع ذلك المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لشرق وجنوب إفريقيا، الدكتور بانيت نديانابانغي للقول: "إنه بالضبط هذا، الوصول المتكافئ إلى الفرص، الذي يجب أن نواصل تركيزنا عليه حيث يصل عدد سكان العالم إلى 8 مليارات نسمة في نوفمبر من هذا العام، بعد 13 عامًا فقط من الوصول إلى 7 مليارات، وليس ما إذا كان عدد السكان ينمو أو يتقلص.
يضيف نديانابانغي: "إن أهم ما نحتفل به أن الوصول إلى 8 مليارات كان بسبب التقدم المذهل في الرعاية الصحية، يعيش الناس حياة أطول وأكثر صحة، في إفريقيا، على سبيل المثال، انخفضت وفيات الرضع بنسبة 81% ووفيات الأمهات بنسبة 37% بين عامي 2000 و2020.
وأضاف: "في عالم يبلغ تعداد سكانه 8 مليارات نسمة، سيعيش ما يقرب من خمس سكان العالم، أو 1.42 مليار نسمة، في القارة الإفريقية، سيستفيد كل واحد منا من عالم أكثر عدلاً وازدهارًا واستدامة، لتحقيق هذا العالم -وخطة عام 2030- يجب على البلدان توقع الطريقة التي يتغير بها سكانها وبناء المرونة الديموغرافية".
وأوضح: "يجب على المجتمعات أن تسمح لجميع الناس، بمن فيهم الشابات مثل ريبيكا، بممارسة مجموعة كاملة من الحقوق، بما في ذلك حقوقهم الإنجابية".
وتابع: "يجب أن نكون استباقيين، من خلال توقع التغيير الديموغرافي والتخطيط له، سيتطلب ذلك الاستثمار في التعليم والصحة والمساواة بين الجنسين والحصول على عمل لائق، يجب أن نكون تحويليين، من خلال تغيير الأعراف التقليدية التي تعيق المجتمعات، وخاصة أدوار النساء والرجال في الأسرة والمجتمعات".
وأوضح نديانابانغي: "لتسخير إمكانات الجميع، يجب أن تسقط الحواجز أمام الفرص، بما في ذلك بالنسبة للأشخاص المهمشين في المجتمع، النساء والشباب وكبار السن والمعوقين والمهاجرين، يجب أن يتم الاستثمار في البيانات وفي رأس المال البشري، لأن أعظم عوامل التغيير هم السكان الأكثر تمكينا وأكثر مسؤولية وأكثر شمولا".
وقال: "لضمان المرونة الديموغرافية، يجب علينا دعم حقوق الإنسان، بما في ذلك الحقوق والخيارات الإنجابية لكل فرد، حيث تتطلب التنمية المستدامة سياسات تستند إلى البيانات والأدلة وحقوق الإنسان، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا كانت المرأة تتمتع بالاستقلالية في أجسادها، وإذا كانت حقوقها وخياراتها الإنجابية، والمساواة بين الجنسين، مصونة".
وأضاف: "إذا أردنا أن نتصدى لتحدياتنا المشتركة، فإننا نحتاج إلى حلول مشتركة، لأنه لا يوجد بلد واحد يتمتع بالاكتفاء الذاتي في هذا العالم المترابط، ولا يوجد مكان يلفت الانتباه فيه أكثر من جهودنا لتأمين التضامن بشأن أزمة المناخ، لم يساهم العديد من السكان الشباب ذوي الخصوبة العالية في أزمة المناخ، إلا أنهم يعانون من الصدمات الاقتصادية والاضطرابات بسبب الكوارث الطبيعية".
وتابع: "لضمان قدرة كوكبنا على دعم احتياجات وتطلعات الأجيال الحالية والمقبلة، يجب على جميع البلدان أن تعمل معًا لتحقيق قدر أكبر من العدالة والتضامن، هذا هو السبب في أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يساعد البلدان على إيجاد مسارات للازدهار في عالم يتسم بالتغير الديموغرافي السريع".
واختتم نديانابانغي كلمته قائلا: "نحن مدينون لشابات مثل ريبيكا لتحقيق عالم عادل ومزدهر ومستدام للجميع".